تعامد ⊥

 على نحو غريب سأبدأ كلامي بغادامير، عندما يشرح غادامير الفن والجمال يحاول فهم الفن عن طريق اللعب. ما هو اللعب؟ اللعب هي الحركة في ذاتها أو واقع يفوق تجربة اللاعب قائمة بذاتها دون أن تكون موضوعا لذات. العمل الفني ليس في مواجهة ذات بل يحقق وجوده في تجربه الذات مستقلة عن وعيها، اللعبة ليست ذوات تلعب بل تحضر عبر اللاعبين، اللعب هو الحركة في ذاتها أو لنقل اللعبة في ذاتها التي تجعل اللعبة او المباراة هذه التي اشاهدها بعيني ممكنة. اللعب هو تمثيل لشخص ما. هذا الشخص المتفرج يسقط الجدار الرابع لتنفتح اللعبة رغم انغلاقها، خبرة المتفرج تحول الحركة الكيفية الى حركات تقنية أو فنية تفهم ثم يتحدث عنها مع المعجبين أمثاله. نأتي إلى أطروحة غادامير: الجمال ليس موضوعا أمام وعي جمالي بل حدث في عرض ينتمي للعبة. من حيث انتهينا من غادمير سنبدأ بجيجك. أطروحة جيجك تقول: الرغبة ليست موضوع للذات بل تجربة الذات التي تشبه الفراغ وتنتمي إلى الآخر الكبير. يرمزها جيجك بـa<>$ هذه حدث للذات وتجربة للذات مع شيء متحرك في فضاء ذو ديناميكة خاصة. رمز <> يذكرنا أننا لسنا أمام موضوع بل حدث لخبرة متفاعلة داخل توا...

جاء بلاغ للشرطة لتفتيش سيارة شخصا ما بحثا عن شيء مسروق لا يعرفونه لكنهم بعد التفتيش وجدوا شنطة السيارة فارغة؛ المسروق كانت السيارة نفسها. السارق كان معه العدم أو الاحاله فقط دون تجسد مرجعها، جيجك يعطى هذا المثال على أن ارادة الارادة عدم، هذا العدم الموجود في ذواتنا هو ما يجعل في الذات ما هو أكثر من الذات وفي الأنا أكثر من الأنا، ويجعلها ترغب أو ما يعطيه لاكان اسم عنصر الرغبة المنطلقة من هذا العدم، ثم يعود للعدم تحت اسم دافع الموت الذي هو الذي هو في الحقيقة دافع الحياة لأنه به الدارة تكتمل. هذا الفراغ الذي يوجد في داخلنا يفك أي ارتباط فدائما نرغب بشيء ونترك رغبة شيء بدون اشباع، في مراحل أخرى قد يجعلنا نراهن بكل ما نملك من أجل لحظة أو فرصة ترغبها. أن لا تريد شيئا يختلف تماما عن أن تريد اللاشيء. تذكر أنك تريد اللاشيء ودائما تحصل على أقل من اللاشيء.