الطوبيقا السسيتامية

 ذكر كانط في كتابه "نقد العقل المحض" هذا المصطلح الذي احببت أن ألقي عليه الضوء وأخرج ما أظنه خبايا مهمة اعتبرها التماعات في فهم أطروحة كانط بأكملها.

يعرف كانط هذا المصطلح في نفس الصفحة: عندما تكون الخانات موجودة ولا يبقى سوى ملئها وفي الطوبيقا السستامية ليس من الصهب أن نتعرف على الموضع المناسب لكل أفهوم بالضبط وأن نلحظ في نفس الوقت المواضع التي لا تزال فراغه.





لا ننسى أن كان ذكر في كتابه أن: السستام يتعين تحت فكرة واحدة وأن هذا التمام والتمفصل يصلح في نفس الوقت محكا لصحة وصفاء كل الأجزاء المعرفية الداخلة فيه.


نبدأ بالخانات التي تشكل وحدة متجهة من الأعلى إلى الأسفل ما نصنعه هنا بمباركة كانط هي بوصلة مفاهيمية تظهر لنا المفاهيم التأليفية ببساطة يصعب على من لا يملك هذا المربع أن يكشفه وكأنك تطلب منه الملاحة دون بوصلة.

لنذكر أن هذه ليست خريطة ذهنية بل مربع يساعدنا على التحقيقات وربط المفاهيم والكشف عن العلاقات وكأننا ننقب في أحفورة لتكشف لنا ما هو غائب أو الإفتراضي فهناك تجربة ذهنية حقيقة منتجة لمعرفة جديدة.


هذه الرسيمة diagram التكوينية تحتاج إلى مكونات: نملأها أولا بالحدس والفاهمة التين على نفس المستوى التفاعلي فالحدس يجعل ما لا يحتاج التوسط ليعرف موضوعاته بواسطة الحساسية وهو حدس محض لأن هناك الحدس الأمبيري الذي هو قريب من موضوعات الخبرة لكنه يرتبط بالفاهمة.

الحدس ليس سياقيا بل صورة محضة وليست ملازمة ولا مقومة بالموضوعات بل خاصة بالذات والحدس يعطينا المتنوع الذي تؤلفه المخيلة لتنقله إلى الفاهمة لكن هذا التأليف لا يعطي أي معرفة بل لا بد  من ثالث هذا الثالث هو وحدة الإبصار.


اكتمل لدينا المربع مع إهمالنا لبعض التفاصيل مثل نوعي المخيلة: فهناك مخيلة متجهة من الحدس إلى الفاهمة بمبدأ من الإبصار لتربط التصورات وهناك مخيلة منتجة تنتقل من الفاهمة إلى الحدس بموافقة الإبصار لتعيد برمجة الحدس وتجعله يحدس الحركة أيضا.

تأت التجربة الذهنية الرسمائية على سطح الورقة ماذا لو ألغينا المخيلة ودفعنا الحدس باتجاه الفاهمة والفاهمة باتجاه الحدس.


ستنتج ما يسميه كانط الفاهمة الحدسية وهي إلهية لا تتصور الأشياء المعطاة بل تعطي وتنتج الموضوعات أما المقولات لهذه الفاهمة الحدسية لا معنى لها لأنها قواعد لتأليف المتنوع لوحدة الأبصار.

هناك معرفة جديدة: فالإله عند كانط ليس عند تفريق بين الإمكان والحقيقي بل كله حقيقي وبالتفكير نفسه يخلق.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا أرسم أو (الإبستيم الجمالي)

قصيدة "النقاء" للشاعر الأمريكي بيلي كولينز